الاثنين، 27 أبريل 2015
الاثنين، 20 أبريل 2015
الخميس، 2 أبريل 2015
وانتشر الجرب فأصابتنا
العدوى. ظهرت البثورعلى أجسامنا ، والتهبت بالحكة و تبقعت وجعلت الأم تذيب الملح وتدهننا.
ذهبت يوما الى بيت المختار فطردوها. كان الزوج قد جن ، دخل غرفته وأغلق الباب نهائيا ،
ذهبت يوما الى بيت المختار فطردوها. كان الزوج قد جن ، دخل غرفته وأغلق الباب نهائيا ،
ولم يعد يسمح لأحد بالدخول عليه. كان يتناول طعامه من نافذة الغرفة ، ويغلقها بعد ذلك ، وحرم على الجميع ولوج عتبة الباب الذي غدا محجرا لمن فيه . ولم تستطع الأم أن ترى أختنا المحجورة.فعادت فارغة اليدين ، وبدا لها في نوبة من اليأس ، ألا مخرج لنا من ورطتنا وأننا ميتون لا محالة جوعا.
كان الوقت عصرا ، وكان عصرا تشرينيا باردا . وقالت الأم : إن علينا أن نذهب إلى الحقول ونجمع من التخوم ومجاري المياه أنواعا من الحشائش ستدلنا عليها.
رفضت البقاء في البيت ، فألبستني ثيابا شتوية ، وقمطت رأسي بمنديل وحملتيني ومضينا الى غدير قريب ومعنا سلة، وفي يد الأم و الأختين سكاكين . وهناك شرعن باقتلاع عشبة الحميضة التي جمعنا منها مقدارا كافيا . وعدنا الى البيت فغسلتها الأم وفرمتها ونحن نتحلق حولها .
كان الوقت عصرا ، وكان عصرا تشرينيا باردا . وقالت الأم : إن علينا أن نذهب إلى الحقول ونجمع من التخوم ومجاري المياه أنواعا من الحشائش ستدلنا عليها.
رفضت البقاء في البيت ، فألبستني ثيابا شتوية ، وقمطت رأسي بمنديل وحملتيني ومضينا الى غدير قريب ومعنا سلة، وفي يد الأم و الأختين سكاكين . وهناك شرعن باقتلاع عشبة الحميضة التي جمعنا منها مقدارا كافيا . وعدنا الى البيت فغسلتها الأم وفرمتها ونحن نتحلق حولها .
ولم نبرح الموقد الذي تسلقها عليه حتى استوت ، وسكبتها لنا في صحن كبير ، فاقبلنا عليها.
هذه الوجبة الحشبشية كانت خدعة غدائية يائسة ، خلفت غثيانا في نفوسنا وإسهالا بلغ حد المرض برغم الملح الذي أكثرت منه الأم.
ومع ذلك ، كان لا بد من هذا الحشيش ، وقد حسبت الأم أن الإسهال يزول بشرب الماء الساخن.حدثتنا وهي تطهوه لنا أنها تعرف مكانا ينبت فيه بكثرة ، وأنها ستقودنا في الصباح لجمع كمية كبيرة منه. و في الصباح كنا على حالة من الاعياء بسبب القي والإسهال ،
هذه الوجبة الحشبشية كانت خدعة غدائية يائسة ، خلفت غثيانا في نفوسنا وإسهالا بلغ حد المرض برغم الملح الذي أكثرت منه الأم.
ومع ذلك ، كان لا بد من هذا الحشيش ، وقد حسبت الأم أن الإسهال يزول بشرب الماء الساخن.حدثتنا وهي تطهوه لنا أنها تعرف مكانا ينبت فيه بكثرة ، وأنها ستقودنا في الصباح لجمع كمية كبيرة منه. و في الصباح كنا على حالة من الاعياء بسبب القي والإسهال ،
ألجأنا إلى الانكفاء في ركن البيت صفر الوجوه ، ذابلين كأغصان قطعت وألقيت في شمس تموز . وزاد في هلع الأم ذلك الورم الذي ظهر في وجوهنا وأطرافنا من جراء بثور الجرب.
إن جسوم الأطفال ، حين ينهكها الضعف أو المرض، تنقلب حيويتها الى أشلاء تستدر الإشفاق والجزع . لا يبقى عندئذ من الطفل سوى عينين تنظران بانكسار ولا مبالاة. يذبل وتنفرج شفتاه عن أسنانه ، ويكف عن الحركة ويلاحق صامتا أمه بنظرات مودعة ضارعة.
كنا نحن أولئك الأ طفال...لقد أهزلنا الجوع ، وهدنا الإسهال وتراخينا كأوراق مبللة. وعلى فراش في الزاوية تمددت ، ولم تلبث أختاي أن تكورتا قربي ، وغطتنا الأم وأشعلت النار في الموقد.
لقد ازدادت الآن نحولا ، وفي الاستجابة إلى نداء الجسم المكود كان طبيعيا الاستسلام . لتأت النهاية على النحو الذي تريد . ياأيتها النسمة الباقية في الصدر اخرجي ودعينا . الحياة والموت يصبحان في وهن الجسم وهنا في الصراع . يكف الصراع ويلوح الموت حاملا ملاءة غيم أسود.
ذلك الصباح كان غيم أسود ، كان برد. وكنا شموعا صغيرة ، أعقاب شموع صغيرة تنوس وتوشك أن تنطفىء. كان يكفي أن تغلق أمنا الباب ، وتأتي إلينا وتضطجع مثلنا ، تاركة للغيمة أن تغمرها
وللراحة أن تشملها وللبيت الطيني أن يوارينا حتى يفطن إلينا من يوارينا.
إن جسوم الأطفال ، حين ينهكها الضعف أو المرض، تنقلب حيويتها الى أشلاء تستدر الإشفاق والجزع . لا يبقى عندئذ من الطفل سوى عينين تنظران بانكسار ولا مبالاة. يذبل وتنفرج شفتاه عن أسنانه ، ويكف عن الحركة ويلاحق صامتا أمه بنظرات مودعة ضارعة.
كنا نحن أولئك الأ طفال...لقد أهزلنا الجوع ، وهدنا الإسهال وتراخينا كأوراق مبللة. وعلى فراش في الزاوية تمددت ، ولم تلبث أختاي أن تكورتا قربي ، وغطتنا الأم وأشعلت النار في الموقد.
لقد ازدادت الآن نحولا ، وفي الاستجابة إلى نداء الجسم المكود كان طبيعيا الاستسلام . لتأت النهاية على النحو الذي تريد . ياأيتها النسمة الباقية في الصدر اخرجي ودعينا . الحياة والموت يصبحان في وهن الجسم وهنا في الصراع . يكف الصراع ويلوح الموت حاملا ملاءة غيم أسود.
ذلك الصباح كان غيم أسود ، كان برد. وكنا شموعا صغيرة ، أعقاب شموع صغيرة تنوس وتوشك أن تنطفىء. كان يكفي أن تغلق أمنا الباب ، وتأتي إلينا وتضطجع مثلنا ، تاركة للغيمة أن تغمرها
وللراحة أن تشملها وللبيت الطيني أن يوارينا حتى يفطن إلينا من يوارينا.
حنا مينة ، بقايا صور ، دار الآداب ، بيروت ، الطبعة 2 ، 1978 . (بتصرف)
Recent Articles
-
gta 5 patch Minecraft pc/xbox360/xbox1/ps3/PS4
-
غيم أسود تلك البلدة المنكوبة بحريرها نكبت بوباء أيضا. قيل إنه الهواء الأصفر ، وقيل الطاعون ، وأكدآخرون فيما بعد أنه ...
-
الامتحان الموحد المحلي في مادة الاجتماعيات دورة يناير 2015 . ذ رشيد موغيا . | 1 التعليقات ] بسم الله و الحمد لله و ...
-
نظرية تكتونية الصفائح تكتونية الصفائح ppt الزلازل وتكتونية الصفائح الزلازل ppt البراكين وعلاقتها بتكتونية الصغائح البراك...
-
Introduction aux réseaux informatique IFT 6800 – E 2007 Jian-Yun NiePlan • Organisation physique des réseaux • Protocoles de communicat...
-
رحلة الفرسيوي في رحلته القاسية من الريف ، قضى الفرسيوي ستة أشهر وستة أيام ، مر فيها عبر مساحات شاسعة من الغابات والحقول وال...
-
يتضمن الموضوع تمارين درس الإحصاء (المتسلسلة الإحصائية،المعدل الحسابي، المنوال،القيمة الوسطية،النسبة المئوية، المبيان بأعمدة...
Like on Facebook
يتم التشغيل بواسطة Blogger.
1 التعليقات: